على مدى ثلاثة أيام، تحولت ساحة 20 غشت بمدينة تارودانت إلى فضاء للاحتفاء بفن الكريحة والملحون، حيث احتضنت فعاليات الملتقى الوطني الثاني عشر لفن الكريحة والملحون، الذي نظمته الجمعية الرودانية لهواة الملحون والفنون الشعبية، تحت شعار:

"الكريحة الرودانية… أصالة الملحون"، و قد عرفت هذه الدورة تكريم لروح أحد أعلام المدينة وهرم من أهرام الرياضة والثقافة الوطنية، الراحل محمد بن الحسن العفاني الملقب بـ"الأب جيكو".

الملتقى، الذي حظي بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، والجماعة الترابية لتارودانت، والمجلس الإقليمي لتارودانت، ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، عرف حضورًا وازنًا لفنانين وطنيين، شيوخ الملحون، باحثين، وإعلاميين من مختلف جهات المملكة.

وتميزت أيام الملتقى الثلاثة بفقرات فنية راقية أحيتها نخبة من المنشدين المحليين والوطنيين، الذين أبدعوا في أداء قطع خالدة من فن الملحون والكريحة، مما أضفى على فضاء ساحة 20 غشت أجواء احتفالية أصيلة، تمازجت فيها الكلمات الموزونة مع الألحان العذبة والروح الصوفية التي تميز هذا الفن التراثي العريق.

كما لم تغب عن الملتقى لحظة الوفاء، حيث تم خلالها تكريم مجموعة من الوجوه الفنية التي أسهمت في صون ذاكرة فن الملحون، اعترافًا بإسهاماتهم في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل.

هذا وأكد المنظمون أن هذا الملتقى يشكل موعدًا ثقافيًا سنويًا يهدف إلى إبراز العمق التراثي لمدينة تارودانت، كأحد معاقل فن الكريحة والملحون في المغرب، وسعيًا منهم إلى ترسيخ هذا الفن في ذاكرة الأجيال الجديدة من خلال لقاءات تفاعلية، عروض فنية، وتكريم الرواد.

30/09/2025